responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 567
والتجفيف وغير ذلك من طرق الاذهاب والازالة لَقادِرُونَ كما انا قادرون على انزاله وإخراجه واجرائه وبعد ما اخترنا وادخرنا الماء
فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ اى بالماء المدخر جَنَّاتٍ حدائق وبساتين مملوة مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ هما معظم الفواكه وأصلها وبالجملة لَكُمْ فِيها اى في تلك الجنات فَواكِهُ كَثِيرَةٌ متفرعة عليهما ملتفة بهما من انواع الفواكه على ما هو عادة الدهاقين في غرس الحدائق والبساطين وَمِنْها اى من تلك الجنات ايضا تَأْكُلُونَ تغذيا وتقوتا إذ تزرعون فيها ايضا من انواع الحبوبات
وَلا سيما قد انشأنا لكم بالماء شَجَرَةً مباركة تَخْرُجُ وتنشأ مِنْ طُورِ سَيْناءَ هو جبل رفيع بين مصر وايلة تَنْبُتُ وتثمر ملتبسة ممتزجة بِالدُّهْنِ المضيء للسروج والقناديل وَصِبْغٍ ادام حاصل متخذ منها لِلْآكِلِينَ إذ الناس يغمسون اخبازهم فيه تأدما
وَإِنَّ لَكُمْ ايها المتأملون في نعمنا المعتبرون من انعامنا فِي الْأَنْعامِ والدواب التي تنعمون بها من لدنا لَعِبْرَةً عظيمة واعتبارا ظاهرا دالا على كمال قدرتنا وجلالة نعمتنا لو تعتبرون منها إذ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها ونخرج لكم من بين الأخلاط والفضلات لبنا خالصا سائغا للشاربين مع انه لا مناسبة بينه وبين مجاوره وملاصقه من الفرث والدم وسائر الأخلاط والفضلات وَايضا لَكُمْ فِيها اى في الانعام مَنافِعُ كَثِيرَةٌ من ظهورها وأصوافها واشعارها واوبارها وغير ذلك وَايضا مِنْها تَأْكُلُونَ اى من لحومها تقوية لأمزجتكم وتقويما لها
بالجملةلَيْها
اى بعض الانعام في البر عَلَى الْفُلْكِ
في البحرحْمَلُونَ
وبعد ما عد سبحانه نبذا من نعمه الجليلة التي قد أنعم بها على عباده شرع في توبيخ من يكفر بها ولم يؤد حق شكرها
فقال وَلَقَدْ أَرْسَلْنا حسب حكمتنا واصلاحنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ حين انحرفوا عن جادة العدالة الفطرية وانصرفوا عن طرق الاستقامة وسبل السلامة مطلقا فَقالَ بمقتضى وحينا إياه مناديا لهم ليقبلوا اليه على مقتضى شفقة النبوة والرسالة وعطف الإرشاد والهداية يا قَوْمِ أضافهم الى نفسه امحاضا للنصح وإظهارا لكمال الإشفاق اعْبُدُوا اللَّهَ الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد واعلموا انه ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ يعبد بالحق ويستحق بالعبادة غَيْرُهُ أَتتخذون الها سواه فَلا تَتَّقُونَ ولا تحذرون عن بطشه وانتقامه بأنواع العذاب والنكال ايها المسرفون المفرطون وبعد ما قد ظهر عليهم بدعوى الرسالة واظهر لهم الدعوة على الوجه المذكور
فَقالَ الْمَلَأُ والأشراف الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ باتخاذ الأوثان والأصنام آلهة قد عبدوها مثل عبادة الله على سبيل الخطاب لضعفاء العوام ترويجا لكفرهم وتحقير اله ولدعوته ما هذا الرجل الحقير الدنى المدعى للرسالة والنبوة من الله الموهوم إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ بل أضعفكم حالا وأدناكم عقلا ومالا يُرِيدُ مع غاية حقارته ودنائته أَنْ يَتَفَضَّلَ ويتفوق عَلَيْكُمْ بهذه الدعوة الكاذبة والافتراء الباطل وَلَوْ شاءَ اللَّهُ إرسال رسول ونبي لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً إذ هم اولى وأليق بالإرسال من عنده ولهم مناسبة معه بخلاف البشر إذ لا مناسبة له معه سبحانه وتعالى مع انا ما سَمِعْنا بِهذا اى برسالة البشر من الله لا في زماننا هذا ولا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ وبالجملة لم يعهد هذا لا في الازمنة السابقة ولا في اللاحقة
بل إِنْ هُوَ وما هذا المدعى إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ يعنى قد عرض له جنون فاختل دماغه وذهب عقله فيتخبط الشيطان لذلك يتفوه بأمثال هذه الهذيانات المستبعدة المستحيلة وبالجملة فَتَرَبَّصُوا بِهِ وأمهلوه وانتظروا في امره

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست